الجهاز البلاغي
الأجهزة البلاغية - Rhetorical Devices هي عناصر أدبية تستخدم لإقناع أو إرضاء الجماهير باستخدام الباثوس واللوغوس والإيثوس (تم شرحهم من قبل). إن استخدامها المناسب يجعل النص ثريًا ونابض بالحياة وممتعًا في النثر والشعر. عند إدخالها بعناية، فإنها تحول قطعة عادية من الكتابة إلى عمل أدبي لا يُنسى ومثير للذكريات وممتع. بسبب هذه الأجهزة، يشعر القراء بالتوافق مع الشخصية أو الكاتب. أيضًا، يفهم الجمهور تفرد النص وعمقه. ومع ذلك، فإن الأجهزة البلاغية تروق لحساسيات المرء بأربع طرق: الباثوس، واللوغوس، والإيثوس، والكايروس (بمعنى اللحظة المناسبة، سيتم شرحه قريبًا).
أنواع الأجهزة البلاغية
هناك أنواع عديدة من الأجهزة البلاغية مثل:
- الجناس - Alliteration: الجناس هو تكرار الأصوات الساكنة في الحرف الأول من الكلمة في نفس السطر.
- التضاد - Antithesis: التناقض هو رقم الكلام الذي يشير إلى تجاور الأفكار المتعارضة أو المتناقضة.
- الإحالة النحوية - Anaphora: يشير إلى تكرار كلمة أو تعبير في الجزء الأول من بعض السطور.
- الامتناع - Refrain: تسمى السطور التي تتكرر على مسافة ما في القصائد قرارًا ولازمةً.
- الاستعارة - Metaphor: هو شكل من أشكال الكلام يتم فيه إجراء مقارنة ضمنية بين الأشياء المختلفة في طبيعتها.
- التوازي - Parallelism: التوازي هو استخدام مكونات في جملة متطابقة نحويًا؛ أو ما شابه ذلك في بنائها أو صوتها أو معناها أو مقياسها.
أمثلة للأجهزة البلاغية في الأدب
عظمة الله لجيرارد مانلي هوبكنز
يمتلئ العالم بعظمة الله
يشعل وكأنه ورق ملمع
ويتجمع كالنفط الذي ينساب
عند الضغط. لماذا الناس الآن لا يتأهبون لأمره؟
قد مشت الأجيال، ومشت، ومشت، ومشت
والتجارة احترقت بكل شيء، وتمسخت بالتعب
والتراب الآن يحتوي على آثار الإنسان، يشم رائحته
ويرتدي بقع الإنسان: فالتراب عار الآن، ولا يشعر القدم به، بالرغم منا يغطى.
عظمة الله هي قصيدة شهيرة من القرن التاسع عشر توضح أمرين: إثارة الشاعر لوجود الله الأبدي واستياءه من الدمار الذي تسببه البشرية. يتناول الجزء الأول من القصيدة مشاعر هوبكنز حول حضور الله وقوته في العالم. بينما، في الجزء الثاني، يُظهر استياءًا من نهج الإنسان المعاصر الذي تسبب تغيره المفرط في الطبيعة في الدمار في العالم. استخدم هوبكنز العديد من الأدوات البلاغية لجذب انتباه القارئ.
تم استخدام التوازي في المقطع الأول حيث "والتجارة احترقت بكل شيء" يتوازى مع "تمسخت بالتعب". يتم استخدام الجناس في السطر السادس حيث كرر هوبكنز عبارة "تمسخت" للتأكيد على الخراب الذي تسبب فيه البشر على الأرض. وقد استخدم أيضًا الاستعارة والتوافق والسجع والجناس لخلق تأثير خاص في القصيدة.
مزمور الحياة لهنري وادزورث لونغفيلو
قل لي، لا بأرقام حزينة،
أن الحياةَ ليست سوى حلمٍ فارغ،
فالروحُ الميتةُ هي التي تغفو،
والأشياءُ ليست كما تبدو.
الحياةُ حقيقةٌ وأمرٌ عظيم،
وليس الموتُ مقصدنا وهدفنا،
فأنتَ تعودُ إلى الترابِ وتتحولُ إليه،
لكن ليس كذلك بالنسبةِ للروح.
ليست السعادةُ ولا الحزنُ،
هي نهايةٌ لنا أو طريقٌ لنا،
بل العملُ هو ما يهم،
حتى تجدَ نفسكَ غدًا أفضلَ مما أنتَ عليه اليوم.
الفنُ طويلٌ والوقتُ يمضي بسرعةٍ،
وقلوبنا، رغم صلابتها وشجاعتها،
تدقُ كطبولٍ مخمومةٍ،
إيقاعاتِ الموكبِ الجنائزيِ إلى القبر.
تتناول القصيدة موضوع الحياة والإمكانيات التي تقدمها للبشرية. كما أنه يستحضرهم ويوجههم ليعيشوا الحياة بأقصى درجاتها. يقدم نظرة متفائلة للغاية عن الحياة ويجادل بأنها مليئة بالفرص والممكنات. لذلك، يجب أن نحاول البحث عنها. استخدم وادزورث العديد من الأدوات البلاغية في هذه القصيدة لتقديم فكرته بشكل مقنع. على سبيل المثال، يتم استخدام الإشارة في السطر الافتتاحي للقصيدة مثل، "قل لي، لا بأرقام حزينة." هنا، تشير الأرقام إلى فصول وأقسام الكتاب المقدس. يتم استخدام أداة التوازي في المقطع الثاني حيث "الحياة حقيقية" تقابل "الحياة جادة". وقد استخدم أيضًا السجع والاتساق والجناس والإحالة النحوية في القصيدة لإشراك القراء.
المجيء الثاني لويليام بتلر ييتس
ثمة وحي بالتأكيد وشيك.
مجيء ثان بالتأكيد وشيك.
مجيء ثان! ما أن أنطق هذي الكلمات
حتى يعشي بصري شكل يخرج من روح الأكوان
بمكان ما وسط رمال الصحراء
شكل بجسم السبع ورأس الإنسان
يحدق من عين فارغة لا رحمة فيها كالشمس
يحرك ساقيه ببطء وحواليه
تترنح ساخطة أشباح طيور الصحراء
وتحل الظلمة ثانية. لكني الآن
أعرف أن قرونا عشرين من النوم الحجري
عكرها مهد هزاز فحولها كابوسًا
فما هذا الوحش الهائج قد حلت ساعته
جاء أخيرظا يتهادى كي يولد ثانية في أرض الميلاد؟
المجيء الثاني تدور حول القضايا السياسية والثقافية والروحية. يتنبأ الشاعر بوصول نوع من "المجيء الثاني" وأن الفوضى في العالم تدل على أن الوصول ليس ببعيد. بالنسبة له، فإن المجيء الثاني سيقود البشرية إلى المزيد من الكوارث. لقد أشار ييتس إلى الكثير من الأدوات البلاغية في القصيدة للتعبير عن مخاوفه. على سبيل المثال، استخدم المبالغة في السطر العاشر حيث تم ذكره على أنه "وتحل الظلمة ثانية"، كما لو كان متأكدًا جدًا من وصول الوحش. هناك العديد من الاستعارات المستخدمة في هذه القصيدة مثل "طيور الصحراء" أو "الصقور" التي تمثل العالم والقوة المسيطرة التي توجه البشرية و"الوحش الهائج" هي أيضًا استعارة المجيء الثاني.
وظائف الأجهزة البلاغية
تُستخدم الأجهزة البلاغية كأدوات لاستحضار الردود من جانب القارئ. يوفر لهم فرصة لفهم عواطف ومشاعر وأفكار الشاعر أو الكاتب على مستوى أعمق. أيضًا، يساعد استخدام الأجهزة البلاغية الكتّاب في رسم تجربة حية للجمهور. كما أنها تقنع الجمهور بوجهات نظر الكتّاب. إنهم يصنعون النصوص ليتم تحميلها برسائل ليتم نقل ها إلى القارئ. استخدام أجهزة بلاغية مختلفة يجعل أهداف الكتّاب واضحة للقراء.