اليوتوبيا

يشير المصطلح الأدبي اليوتوبي (الطوباوية أو المدينة الفاضلة) إلى مكان وهمي يعرض فكرة المجتمع المثالي للقارئ. هنا، يشير "المجتمع المثالي" إلى الظروف المثالية التي تحققت في العالم المادي، على عكس المثالية المتوقعة للحياة الآخرة في الإسلام أو الأديان الأخرى. علاوة على ذلك، فإن المواطنين الذين يترأسون مثل هذه اليوتوبيا هم حاملون لقانون أخلاقي كامل، أو على الأقل، يُعاقب كل منتهك للقانون الأخلاقي بقسوة. المجتمع الطوباوي هو المجتمع الذي يتم فيه علاج جميع الشرور الاجتماعية.

اليوتوبيا والهيتروتوبيا

إن التمييز المهم الذي يجب تقديره هو أنه بين المدينة الفاضلة الخيالية والانتباذ الفضائي (الهيتروتوبيا). ومع ذلك، لا ينبغي التعامل مع المصطلحات على أنها أضداد لبعضها البعض. إنها تدل على تجربة منتصف الطريق، مع حالات حقيقية وغير واقعية. تتضمن معظم الأمثلة التي قدمها ميشيل فوكو عن الانتباذ الفضائي عدة جوانب طوباوية. ومع ذلك، فإن العلاقة بين هذين المفهومين تميل إلى تجاهلها في تفسير التباين.

وصف الأدب اليوتوبي

تعتبر القطعة الكتابية التي تهتم بوصف المجتمع المثالي في العالم المادي، على عكس كمال الحياة الآخرة، من الأدب الطوباوي. كانت الدوافع الأصلية وراء الروايات الطوباوية سياسية واجتماعية وفلسفية. تعتبر الجمهورية، التي كتبها أفلاطون حوالي ٣٨٠ قبل الميلاد، أول مثال على المدينة الفاضلة في التاريخ.

يمكن العثور على بعض آثار العناصر الطوباوية في الأدب الآرثري - في إضفاء المثالية على بلاط الملك آرثر في كاميلوت - لكن الاتجاه الذي اتبعه شعراء العصور الوسطى ينطوي على إضفاء الطابع الرومانسي على الماضي الخيالي، بدلاً من استخدام اليوتوبيا الافتراضية لأغراض انتقاد المؤسسات السياسية واقتراح البدائل. بحلول وقت كتاب السير توماس مور «اليوتوبيا»، الذي كتب عام ١٥١٦، ظهر مفهوم المدينة الفاضلة عمليًا، وأصبح اسمه للمملكة الخيالية الاسم الجديد لنوع الكتابة.

تُظهر أمثلة اليوتوبيا الخصائص المشتركة، بما في ذلك ما يلي:

• وصف مفصل للمشهد الجغرافي، غالبًا ما يتم تقديمه بواسطة مرشدين محليين في المنطقة.
• الراوي أو بطل القصة غريب عن المجتمع الطوباوي. 
• إنه متشكك جدًا في المشكلات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الأخلاقية الحديثة للمجتمع.

من سوء الفهم الشائع حول النماذج الطوباوية أنها تعمل على إبراز أسلوب حياة أفضل. على العكس من ذلك، فإن السبب وراء مثل هذه الأدبيات هو مساعدة القارئ على تصور المشاكل أو المفارقات أو العيوب الراسخة في مثل هذا الإطار السياسي.

أمثلة على اليوتوبيا في الأدب

الأمثلة الواردة أدناه تصور سيناريوهات مختلفة عن المدينة الفاضلة:

1. مدينة الشمس بقلم توماسو كامبانيلا
2. أطلانطس الجديدة بقلم فرانسيس بيكون
3. قانون الحرية في البِساط بقلم جيرارد وينستانلي
4. النظر إلى الماضي بقلم إدوارد بيلامي
5. أخبار ليست من أي مكان بقلم ويليام موريس
6. اليوتوبيا الحديثة بقلم هوبرت جورج ويلز

وظيفة اليوتوبيا

بمرور الوقت، عانت الرؤية التي تضم مفهوم المدينة الفاضلة من تحولات جذرية. ساهمت أحداث مثل الحرب والإصلاح والثورة والتغيير الاقتصادي في بناء نوع جديد من المدينة الفاضلة.

صاغ مصطلح اليوتوبيا أشكالًا جديدة وبادئات جديدة، ولكل نوع وظيفته الخاصة واستخدامه الخاص. يتم توظيفهم بشكل عام كوسيلة لبناء مجتمع منظم في ذهن القارئ. يستخدم الكاتب الأداة لتسليط الضوء على التناقضات السائدة في إطار سياسي وقانوني قائم.

يتم تأطير المجتمع اليوتوبيا بطريقة تقدم فكرة الثقافة الاجتماعية السياسية المثالية للقارئ. يقدم الكاتب لجمهوره مثالًا قياسيًا لمجتمع لائق اجتماعيًا وأخلاقيًا باستخدام اليوتوبيا، لجعلهم يدركون أوجه القصور المختلفة في إطارهم المجتمعي الحالي.

اليوتوبيا هي أداة لكشف العيوب السائدة داخل الهيكل السياسي القائم. علاوة على ذلك، تم استخدام الأداة على نطاق واسع من قبل الكتّاب الذين أرادوا التأثير على ضمائر القراء. يستخدم الكاتب اليوتوبيا من أجل تصوير صورة ذات مناظر خلابة في نظر القارئ، في محاولة لجعله يقدر تمامًا العوامل المختلفة المتباينة التي تساهم في إخفاقات المجتمع القائم. إنه يتعامل مع بناء مجتمع اجتماعي سياسي قياسي في ذهن القارئ، من أجل انتقاد المعايير القانونية السائدة.