الرُّعب الكوني
الرعب الكوني هو نوع فرعي يتعامل مع الخوف الوجودي من كونه غير مهم في نطاق كل الأشياء. في عالم لا يسبر غوره، مليء بالقوى الهائلة والخطيرة، أنت قُبالته لا شيء.
القتلة السيكوباتيين والعناصر الخارقة للطبيعة قد تملأ عقلك بالخوف وتجعل دقات قلبك تتسارع، لكن هذه الأشياء تقصر مقارنة بأهوال الكون المجهولة. بدلاً من مخاوف «قفزة التخويف» من عنصر واحد، يأخذ الرعب الكوني مخاوف أكبر وأقل واقعية مثل ظلام الفضاء، وعمق المحيط، والامتداد الشاسع للسماء.
في حالة الرعب الكوني، لا مفر تقريبًا من هذه المخاوف. نادراً ما تجد الشخصيات التي تواجه هذه المخاوف نهاية سعيدة؛ بدلا من ذلك، فإن الثِّقل المطلق لتلك المخاوف غالبا ما يدفعهم إلى الجنون. الأمل الحقيقي الوحيد هو الجهل الأعمى.
ما الذي يحدد الرعب الكوني
يعبّر الرعب الكوني عن نفسه بعدة طرق. سواء في الفيلم أو الأدب أو الفن أو أي وسيلة أخرى، فهذه بعض الأشياء الشائعة التي ستجدها في قصص الرعب الكوني:
١. صحة العقل
غالبًا ما تتجاهل الشخصيات في الرعب الكوني العقلانية وصحة العقل لدرجة أن الآخرين يعتبرونها غريبة أو مخيفة. إن معرفتهم بأهوال الواقع غير المفهومة تدفعهم إلى الجنون، غالبًا بشكل لا رجوع فيه.
٢. اللامبالاة الكونية
البشر غير مهمين في نطاق الواقع الكوني لدرجة أن معظم الأهوال الكونية لا تبالي بأفعالنا. في أحسن الأحوال، نحن حواشي في تاريخ الكون، وفي أسوأ الأحوال، لا نستحق أي اهتمام على الإطلاق.
٣. الاغتراب
في معظم قصص الرعب الكوني، هناك شعور سائد بالوحدة. غالبًا ما يتم فصل الشخصيات المركزية عن المجتمع بسبب سماتها الخاصة أو تاريخها أو سلوكها. الناس غير مرحبين، مشبوهين، وسريعون في التمييز ضد الأشياء التي لا يفهمونها. يتم التلميح إلى العالم نفسه على أنه «جنة» مقارنة بالكوابيس التي تملأ بقية الواقع.
٤. الشرور الذي لا يوصف
إن الشرور الذي يتخلل قصص الرعب الكوني غريب للغاية في المظهر والعقلية لدرجة أن الشخصيات تكافح حتى لتعيين وصف بسيط لها. هذه الخاصية الغريبة مدمرة للغاية في الواقع، لدرجة أن معرفتهم أو رؤيتهم أو مجرد الاقتراب منهم يمكن أن يدفع الناس إلى الجنون.
٥. المعرفة السرية
في أغلب الأحيان، ما يقود الشخصية إلى تدميرها هو السعي وراء المعرفة المحرمة. تكشف هذه المعرفة المحظورة حقيقة الكون للشخصية، مما يؤدي بهم إلى اكتشاف وجود عبادة، أو إعطائهم لمحة عن رجاسات قديمة. في هذه المرحلة، لا عودة إلى الوراء، ويكاد يكون من المؤكد أن مصير الشخصية مضمون.
٦. الطوائف والجمعيات السرية
عنصر عدائي شائع آخر هو وجود عوامل تعمل على أي عدد من الشرور التي لا يمكن وصفها. غالبًا ما يتخذون شكل طوائف خفية ذات شبكة واسعة وغالبًا ما يسكنها رجال ونساء أقوياء.
كُتب الرعب الكوني
يمكن أن يكون الرعب الكوني نوعًا معقدًا لاستكشافه. لقد سهلنا الأمر عليك من خلال بعض الاقتراحات للبدء.
- وعاء الإله العظيم بقلم آرثر ماكن
لعشاق القصص الكلاسيكية.
تبدأ الرواية بتجربة تسمح لامرأة تدعى ماري برؤية العالم الخارق. لم يمض وقت طويل بعد، سلسلة من الوفيات الغامضة وأحداث غريبة أخرى تحيط بامرأة تدعى هيلين فوغان. بعد أن حوصرت من قبل الأبطال، أجبرت على الانتحار، ثم خضعت لسلسلة من التحولات المزعجة.
- أغاني الحالم الميت بقلم توماس ليغوتي
لأولئك الذين يحبون القصص التي تتناول الوجود.
تنقسم مجموعة القصص القصيرة هذه إلى ثلاثة أقسام: «أحلام من يمشون أثناء النوم»، و«أحلام الأرق»، و«أحلام للموتى». تتناول كل قصة عدم أهمية عالمنا والجنون الموجود في الحالة البشرية، وكلها مكتوبة بنغمة باردة وسريرية.
- الصياد بقلم جون لانغان
لمن يخافون المياه العميقة.
دان وآبي أرملان يرتبطان بمصلحتهما المشتركة في صيد الأسماك. لقد أصبحوا مهتمين بالنُّهير الألماني، وهو مكان للصيد حيث تكون الأسماك وفيرة ويسهل صيدها. هل سيُطريهم مواطن يعرف الحقيقة عن النهير، أم سيتجاهلون التحذيرات؟
التأثير الدائم لـ ه. ف. لافكرافت وإرثه المثير للجدل
يدين الرعب الكوني بالكثير من تاريخه بفضل لافكرافت، الذي يُنسب إليه الفضل عمومًا كمؤسس هذا النوع. لقد كتب الكثير من هذه القصص وأثّر عليها لدرجة أن «الرعب اللافكرافتي» أصبح قابلاً للتبادل مع الرعب الكوني.
بعض رواياته الشهيرة هي «الظل فوق إنسموث»، و«عند جبال الجنون»، و«الظل من خارج الزمن». أصبحت قصته القصيرة «نداء كثولو»، أسطورة مركزية لهذا النوع.
لكن دعونا لا نتجاهل: كان لافكرافت عنصريًا وكلاسيكيًا وكارهًا للأجانب بلا شك. لقد كان كاتبًا لامعًا ومؤثرًا تتعقد إرثه بآرائه عن تفوق البيض. تحتوي معظم قصصه على عناصر الخوف من غير الأنجلوسكسونية، وتوجيهه إلى الوحوش الرعَّابة والذُّعر من المجهول.
قد تكون قراءة أعماله صادمة ومقلقة ليس فقط بسبب رعبها، ولكن أيضًا بسبب الإيحاءات العنصرية الواضحة التي تسودها. ولكن إذا تمكنت (مؤقتًا) من تجاوز ميوله العنصرية، فإن قصصه تستحق القراءة في اكتشاف كيف شُكّل الرعب الحديث.
هل الرعب الكوني مناسبٌ لك؟
إذا كنت بالفعل من محبي الرعب المتشددين، فهذا بالتأكيد هو النوع الفرعي التالي الذي يجب أن تستكشفه. خذ استراحة من الرعب الملموس الذي يتردد على هذا النوع وتحقق من نوع آخر من الكابوس.
إذا لم تكن من محبي الرعب كثيرًا، فقد يكون الرعب الكوني نوعًا صعبًا للوصول إليه فورًا، لكنه يقدم نظرة فلسفية للكون أكثر من الأنواع الفرعية الأخرى للرعب.
إنه يمس المخاطر المرتبطة بالتقدم البشري والدين والخرافات وحتمية القدر. إذا كنت مهتمًا بهذه الأنواع من الأشياء، فقد يكون الرعب الكوني في معبرك تمامًا.
قراءة الرعب الكوني
تطور الرعب الكوني منذ ذلك الحين من النظرة التشاؤمية لأعمال لافكرافت. اليوم، يجلب كتّاب الرعب الكوني مجموعة متنوعة من وجهات النظر لهذا النوع، ويتعاملون معه من كل اتجاه.
يقوم هؤلاء الكتاب بتخريب وإعادة تجميع هذا النوع بشكل متكرر، ويقدمون أفكارًا جديدة ليست فقط مرعبة ولكنها أيضًا تأملية بعمق.
هناك رعب محير لاكتشاف أشياء لا تفهمها. هذا هو الخوف الذي يكمن في مركز الرعب الكوني. هذه هي الأشياء الأساسية التي ستحتاج إلى معرفتها قبل الغوص بعمق في بُحيرة هذا النوع.
كتابة الرعب الكوني
إذا وجدت الموضوعات والأفكار المشتركة للرعب الكوني جذابة، فلا شيء يمكن أن يمنعك من تجربة إبداعك في القصة. فيما يلي بعض النصائح حول كيفية التعامل مع أول قصة قصيرة أو رواية رعب كوني:
استهدف الحقيقة والوحي الكونيين: الرعب الكوني هو أولاً وقبل كل شيء نوع من التغيير والاكتشاف. يكتشف بطل الرواية حقائق وجودية عميقة، ومقلقة في كثير من الأحيان، في جميع أنحاء القصة. عملية الاكتشاف هي جزء مما يجعل هذا النوع نشيطًا وجذابًا.
اقرأ الشنائع الكونية الأخرى: من الضروري أن يكون لديك معرفة عميقة بهذا النوع لكتابة الرعب الكوني. غالبًا ما يستخدم كتّاب الرعب الكوني موضوعات وشخصيات من «العزيف» في لافكرافت أو قصص أخرى. سواء أكنت تخطط للإشارة إلى نفس الشخصيات أم لا وتعمل ضمن أسطورة لافكرافت الأكبر، فلا يزال يتعين عليك قراءة أكبر قدر ممكن من الرعب الكوني الذي يمكنك الحصول عليه. من المفيد أيضًا أن تعرض نفسك لكتاب الرعب التقليديين ورواة القصص المثيرين للتشويق مثل جون كاربنتر وستيفن كينغ.
تذكر أنه ليس كل شيء كما يبدو: غالبًا ما يستكشف الرعب الكوني الوجود المجهول للكيانات الغامضة من الخارج. عندما تبدأ العمل على روايتك أو قصتك القصيرة، فكر في الشعور بعدم الاستقرار والاضطراب المتأصل في الحالة البشرية؛ كيف يمكنك أن تلعب الخوف من المجهول في الشخصيات والأفكار التي تستكشفها؟
الاستفادة من عبث الوجود البشري: من الموضوعات التي يتم استكشافها كثيرًا في الرعب الكوني عدم جدوى الوجود البشري. يستخدم كتّاب الرعب الكوني شخصيات خارقة للطبيعة لتسليط الضوء على هذه الموضوعات، لكنهم في النهاية يعلقون على الفراغ الوجودي والعبث الذي يؤكد التجربة الإنسانية في العالم الحقيقي.