لغة الجسد

إذا كنت تواجه صعوبة في نقل لغة جسد واقعية في قصصك، فلا تشعر بالسوء! العديد من الكتاب الآخرين في نفس القارب. مع القليل من المساعدة والتوجيه، ستضيف حركات وإيماءات خفية إلى كتاباتك دون حتى التفكير فيها في وقت قصير. 

لماذا لغة الجسد مهمة في الكتابة

تشكل الإشارات غير اللفظية جزءًا كبيرًا من الاتصال، لذلك إذا لم تلفت الانتباه إلى كيفية تحرك شخصياتك وتعبيراتها، فسوف يفقد القراء عناصر مما يتواصلون معه.

ليس ذلك فحسب، بل إن للغة الجسد العديد من الاستخدامات المهمة في القصص، مثل:

• إبقاء الحوار ممتعًا
• ضبط نغمة المشهد
• نقل المشاعر
• التلميح إلى المشاعر الخفية والخداع والأحاسيس الحقيقية
• التلميح إلى العلاقات بين الشخصيات، مثل التوتر أو المشاعر الرومانسية أو عدم الثقة
• توضح أجزاء من شخصية الشخصية

أخيرًا، تعد لغة الجسد عنصرًا أساسيًا في استخدام تقنية "أظهر ، لا تخبر"، التي تحدثنا عنها منذ زمن! باستخدام لغة الجسد للإشارة إلى بعض المشاعر والعلاقات والسمات الشخصية، فأنت تسمح للقراء بعمل استنتاجات حول هذه الأشياء بأنفسهم. يمكن أن يساعد ذلك في زيادة استثمار القراء في قصتك بجعلهم يشعرون أنهم يلعبون دورًا في فك رموز ما يجري. كما أن القراءة أكثر متعة من عبارات مثل "شعر بالغضب" أو "نظر إليها بحزن".

استخدام لغة الجسد لتعزيز الحوار

ليس سرًا أن الحوارات الطويلة والمحادثات الطويلة غالبًا ما تشعر وكأنها تطول. عندما تتحدث الشخصيات لأكثر من بضع صفحات، يمكن أن تبدأ بالتعب والملل حقًا.

إحدى الطرق التي يمكنك من خلالها مواجهة ذلك هي وصف ما تفعله الشخصيات أثناء حديثهم مع بعضهم البعض. إذا كانت المحادثة متوترة  فهل تتصرف شخصياتك بعصبية؟ هل يتململون؟ إذا كانوا يتجادلون، ماذا يفعلون بأيديهم؟ هل يشيرون بعنف أم يقفون بصلابة في مكان واحد؟ 

لا يمنح هذا السرد القراء فقط استراحة منعشة من الحوار، ولكنه يمنح كلمات الشخصيات أيضًا معنى أكبر. يمكنك إضافة سياق للمحادثة من خلال إظهار كيف للشخصيات أن تشعر، تتحرك، وتعطف.

كيفية للغة الجسد إظهار العواطف المختلفة

تعد لغة الجسد من أسهل الطرق للتعبير عن شعور الشخصية  حيث يمكن أن تؤثر المشاعر المختلفة على الطرق التي تتحرك بها الشخصية والإيماءات التي تستخدمها. يمكن أن يكون لفت الانتباه إلى لغة جسد الشخصية طريقة خفية للتلميح إلى ما تشعر به.

من المهم أن تضع في اعتبارك أنه ليس كل شخص يعاني من المشاعر أو يعبر عنها بنفس الطريقة تمامًا. حافظ على اتساق شخصياتك، ودائمًا ضع شخصيتهم في الاعتبار عند كتابة لغة جسدهم. على سبيل المثال، قد لا تنعكس الشخصية الرواقية بشكل كبير، في حين أن الشخصية العصبية يمكن أن تتصرف بشكل مبالغ فيه. إليك بعض النماذج حول المشاعر:

المتحمس؛ يمكن أن تكون الإثارة عاطفة غامرة. من المحتمل أن تتمتع الشخصيات المتحمسة بوفرة من الطاقة، وبدون وسيلة للتحدث عن الإثارة، قد يشعرون كما لو كانوا على وشك الانفجار.

تذكر أن الطاقة هي أهم عنصر في تصوير الإثارة، لذا أضف القليل من الطاقة الإضافية إلى كل ما تفعله الشخصية - سواء كان ذلك لتهييج الحساء أو تخزين الرفوف.

لإظهار أن شخصيتك متحمسة، يمكنك الاستعانة بـ:

إذا لم تستطع الشخصية احتواء الإثارة أو التنفيس عنها بشكل صحيح، فيمكن أن تصبح مضطربة، مما يؤدي إلى التململ، والتحدث بسرعة أو بصوت عالٍ، والسرعة، ووجود مشكلة في التركيز. هذا هو الحال بشكل خاص مع الأطفال، الذين غالبًا ما يكونون غير ناضجين عاطفيًا بما يكفي لاحتواء الإثارة الشديدة.

قد تتحول الإثارة أيضًا إلى قلق حيث يقترب أيًا كان ما تشعر به الشخصية، لأنهم قد يخشون أنه لن يذهب كما هو مخطط له أو يلبي توقعاتهم.

السعيد؛ عندما تشعر الشخصية بالسعادة، سيكونون في سلام مع محيطهم، مرتاحين مطمأنين. يمكن أن يكون هناك أيضًا الكثير من التداخل بين السعادة والإثارة، لذا تأكد من أخذ ذلك في الاعتبار عند تحديد كيفية تحرك شخصيتك. 

يمكن أن يؤدي كونك في حالة مزاجية جيدة إلى تحلي شخصيتك بمزيد من الصبر على المواقف التي لم تكن كذلك، وستعكس لغة جسدها ذلك. من المرجح أن تكون الشخصية السعيدة هادئة ومتقبلة، وقد يبتسمون كثيرًا، ويحافظون على التواصل البصري لفترة أطول، ويتحركون بحماس أثناء حديثهم. هم أيضًا أكثر ميلًا إلى لمس الآخرين ظ، خاصة أولئك الذين يشعرون بالراحة حولهم أو يهتمون بهم. 

لإظهار أن شخصيتك تشعر بالسعادة، يمكنك الاستعانة بـ:

سيكون لكل شخصية سلوكيات مختلفة، وقد تتغير هذه السلوكيات اعتمادًا على السياق. من المرجح أن تعبر الشخصية المرحة بشكل طبيعي عن الفرح بشكل مفجر، في حين أن الشخصية الأكثر تحفظًا قد تظهر فقط علامات صغيرة، مثل ابتسامة صغيرة ووضعية مريحة.

الغاضب؛ الغضب من أسهل المشاعر التي يمكن التعرف عليها بلغة الجسد. الغضب قوي، وقد يكون من الصعب إخفاؤه، لذلك عادة ما ينتج عنه العديد من العلامات المنبهة.

الشخصية الغاضبة، قد:

يجعل الغضب الناس يرغبون في الانتقاد، لذلك بالإضافة إلى السلوكيات مثل تلك المذكورة أعلاه، يمكنك نسج إيماءات عدوانية في كل ما تفعله الشخصية. إذا سبق لك أن رأيت أي شخص يربط حزام الأمان بقوة أو ينظم بغضب كومة من البريد، فأنت تعرف ما أعنيه. 

ومع ذلك، لن تكون كل شخصية على استعداد للاستسلام لغضبها، وقد يكونون أكثر وعيًا بلغة جسدهم. ستتصرف الشخصيات التي تريد التحكم في غضبها بشكل مختلف، على الرغم من أنه يجب أن يكون واضحًا بنفس القدر للقراء كيف تشعر الشخصية. إذا كانت الشخصية في العمل أو في الأماكن العامة، فمن المرجح أن تحاول السيطرة على غضبها. 

عندما تحاول الشخصية السيطرة على غضبها، فقد:

تشبه لغة الجسد الغاضبة أيضًا لغة الجسد المتوترة أو المحبطة. قد تكون الشخصية المتوترة أكثر عرضة للتجمد أو الإغلاق، بينما الشخصية المحبطة ستصبح تدريجيًا أكثر عدوانية إذا لم تستطع الهروب مما يحبطها.

العصبي؛ عادة ما يكون من السهل معرفة متى تكون الشخصية متوترة لأن لديها الكثير من الطاقة التي لا تهدأ للتعامل معها - والتي غالبًا ما تؤدي إلى الكثير من التململ. العصبية هي مقدمة للخوف، لكن لها أيضًا الكثير من القواسم المشتركة مع الإحراج.

الشخصية العصبية قد تكون:

اعتمادًا على ما يجعل الشخصية متوترة، قد يحاولون إخفاء أعصابهم. في مقابلة عمل أو موعد، على سبيل المثال، من المرجح أن تحاول الشخصية التحكم في أعصابها باستخدام مجموعة متنوعة من آليات التأقلم، مثل التركيز على تنفسها، أو إبقاء أيديها في جيوبها، أو التحدث باستمرار لتجنب الصمت المحرج. 

بينما نحن في موضوع السيطرة على الأعصاب، اجعل شخصيتك العصبية تنخرط أيضًا في سلوكيات تهدئة النفس عندما تكون متوترة، مثل:

ستكون هذه الحركات دائمًا خاصة بالشخصية، لذا اختر عددًا قليلاً من كل شخصية وحاول الحفاظ عليها متسقة كلما شعرت الشخصية المعنية بالتوتر.

الخائفة؛ عندما تخاف شخصية ما، فإن أول ما سيحدث هو رد فعل "القتال أو الهروب"، مما يتسبب في إطلاق الأدرينالين. يؤدي هذا إلى اتساع حدقة العين، والارتعاش، وتسارع ضربات القلب، والتنفس السريع، واحمرار الجلد. ستشهد الشخصيات فجأة اندفاعًا للطاقة، وقد تتفاعل مع المنبهات (مثل الضوضاء أو اللمس) بسرعة - أو حتى بعنف.

استجابة الأدرينالين هذه غريزية، وتسمح للشخص بحماية نفسه عندما يكون في خطر، من خلال منحه الطاقة للفرار أو محاربة التهديد. ومع ذلك، من المحتمل أن تتعرض شخصياتك للفزع في المواقف التي لا يمكن فيها التعرف على التهديد بسهولة - أو حتى وجوده على الإطلاق. يمكن أن تخاف الشخصيات من شخص آخر، أو مفهوم، أو حيوان معين، أو ضوضاء عالية، أو أي عدد من الأشياء الأخرى. بغض النظر، فإن استجابة الأدرينالين هذه ستظل تؤثر عليهم بنفس الطريقة.

يمكن للشخصية الخائفة أن:

من النتائج المؤسفة الأخرى للأدرينالين الغثيان. سيزداد هذا الغثيان سوءًا كلما طالت مدة خوف الشخصية، وإذا لم يتمكنوا من استخدام الأدرينالين، فسيكونون يشعرون بالاهتزاز، والغثيان في معدتهم، وصداع نابض. ليس من غير المألوف أن يتقيأ شخص ما نتيجة خوفه.

الحزين؛ على عكس العديد من المشاعر الأخرى الموصوفة أعلاه، ينتج عن الحزن نقص في الطاقة. كل ما تحاول شخصيتك القيام به سوف يستهلك الكثير من طاقتها، وقد يتخلون ببساطة عن مهام بسيطة مثل الاستحمام أو تناول العشاء.

يختلف الحزن عن الاكتئاب (الاكتئاب ليس عاطفة، ولكنه حالة طبية)، ولكن هناك الكثير من التداخل بين الحالتين - خاصة فيما يتعلق بلغة الجسد. 

يمكن للشخصية الحزينة أن:

يمكن أن يجعل الحزن كل شيء يبدو أكثر صعوبة، وإذا كانت شخصيتك حزينة حقًا، فقد لا تكون لديهم الطاقة حتى لمحاولة فعل أي شيء. من المحتمل أيضًا أن يكونوا أكثر لا مبالين بشأن كل شيء، ولا يرون الهدف من وضع الطاقة للاستحمام أو تناول الطعام أو الحصول على قسط كافٍ من الراحة. الشخصيات التي تعاني من حزن شديد أو اكتئاب قد تقوم أيضًا بإيذاء نفسها أو اللجوء إلى مواد مثل تعاطي المخدرات.

المشمئز؛ الاشمئزاز، مثل الخوف، هو عاطفة تحركها الغريزة. يشعر البشر بالاشمئزاز لإبعادهم عن الأشياء التي يمكن أن تصيبهم أو تجعلهم مرضى بطريقة ما. أي شيء يعتبر مسيئًا (أو ضارًا) لأي من الحواس الخمس (البصر والشم واللمس والتذوق والسمع) يمكن أن يثير رد فعل مقرف - على سبيل المثال، رائحة الطعام الفاسد أو صوت شيء لزج يتم سحقه.

ومع ذلك، يمكن أيضًا إثارة الاشمئزاز من خلال الأفكار السياسية أو الهوايات أو السلوكيات أو التفضيلات لشخص آخر. هذا يعني أيضًا أن الاشمئزاز يمكن أن يتأثر بالثقافة، حيث يمكن اعتبار بعض الأطعمة أو السلوكيات طبيعية في ثقافة ما، ولكنها جسيمة وغير مقبولة في ثقافة أخرى. غالبًا ما يوصف الاشمئزاز، عندما يتم توجيهه إلى سمات أو سلوكيات شخص آخر، بأنه "ازدراء"، ولكن هذه المشاعر تأتي أيضًا مع شعور متأصل بالتفوق.

عندما تشعر شخصية ما بالاشمئزاز، فإن أهم شيء يجب مراعاته هو أنها ستفعل كل ما في وسعها للابتعاد عن الشيء الذي يثير اشمئزازها. الشخصية التي تعاني من الاشمئزاز قد:

سياق رد فعل الشخصية بالاشمئزاز مهم للغاية. الشخصية التي تتفاعل مع الرائحة الكريهة لن تتصرف بنفس الطريقة التي تتصرف بها الشخصية التي تتعلم عن خطط نهاية الأسبوع الغريبة لعمتها، أوا لكم عمة عادية؟

الجذاب؛ يرغب كل كاتب رومانسي في معرفة كيفية تحسين الكيمياء (التفاعل) بين شخصياته، ونسج إشارات لغة الجسد بمهارة في جميع أنحاء النص هو أحد أفضل الطرق للقيام بذلك. من خلال جعل كل شخصية تشير إلى أنها تنجذب إلى بعضها البعض بسلوكياتها قبل وقت طويل من بدء الرومانسية الحقيقية في الظهور، فمن المرجح أن يقبل القراء العلاقة بين الشخصيتين.

عندما تختبر شخصية ما جاذبية لشخصية أخرى، فإنها ستشعر بالرهبة (تلك اللحظة "يا إلهي، إنها جميلة"). يرتبط هذا عادةً بشعور دافئ في الصدر وزيادة معدل ضربات القلب واتساع العينين. 

الشخصية التي تنجذب إلى شخصية أخرى من المرجح أن:

لغة الجسد والذات في خلق الشخصية

عندما تقوم بإنشاء شخصية جديدة، يجب أن تأخذ الوقت الكافي للتفكير في كيفية تحركهم، والطرق التي يتعاملون بها مع عواطفهم. في الواقع، الطريقة التي تتحرك بها الشخصية لا تقل أهمية عن الطريقة التي تبدو أو تتصرف بها. يمكن لإعطاء شخصية لغة جسد مميزة أن يأخذ طابعًا جيدًا التصميم ويجعلها تنبض بالحياة في خيال قرائك. 

لغة الجسد هي أداة قوية لخلق شخصيات مميزة. لكل شخص في العالم طرقه الخاصة في الرد على المشاعر والمواقف المختلفة، ولكل شخص مراوغات سلوكية مختلفة. من خلال قضاء الوقت في التفكير في لغة الجسد الذاتية للشخصية والطرق التي تشير بها وتتحرك، فإنك تضيف طبقة أخرى من الفردية تجعلها فريدة من نوعها. 

عند تصميم لغة جسد الشخصية، قد يكون من المفيد عمل قائمة بالعواطف الأكثر شيوعًا. (يمكنك قراءة الكتابين اللذين أشرت إليهما) اكتب تحت كل عاطفة بعض السلوكيات المميزة للشخصية لاستخدامها في المواقف التي قد يشعرون فيها بهذه المشاعر. على سبيل المثال، ربما تقوم الشخصية دائمًا بمسح حلقها عندما تتوتر، أو لديهم عادة شد شحمة أذنهم عندما يكونون سعداء. 

هذه ليست السلوكيات الوحيدة التي يمكن أن تستخدمها الشخصية، ولكن يجب أن تكون موجودة دائمًا كلما شعرت الشخصية بالعاطفة المعنية. هذا يبقيهم متسقين ويسمح للقراء بالتعرف على ما تشعر به هذه الشخصية عندما يصبحون أكثر دراية بها.

تجنب الاستخدام المفرط للغة جسد الشخصيات

على الرغم من أهمية تضمين لغة الجسد في قصصك، يجب أن تحرص على عدم المبالغة في ذلك. يتحرك البشر (وغيرهم من البشر بالطبع) باستمرار، لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك لفت الانتباه إلى كل تعبير صغير وإيماءة خفية يقومون بها. أشر فقط إلى السلوكيات ذات الصلة بالموقف، أو تلك التي توضح شيئًا عن الشخصية المعنية. إذا كنت تفرط في ذلك، يمكن للغة الجسد أن تشوش مشاهدك وتضيف الكثير من الطول غير الضروري إلى مسودتك. تذكر الكتاب، هناك شيء مثل "الكثير من الأشياء الجيدة".